عندما تم تنصيب محمد مهيدية واليا على جهة الدارالبيضاء سطات، في نونبر 2023، وعد في أول لقاء رسمي له مع أعضاء مجلس الجهة، بإحداث ثورة في مجال النقل والتنقل بين جميع أقطاب الجهة، وبالعاصمة الاقتصادية بالخصوص.
واليوم، بات هذا الوعد أمرا مؤكدا. فقد صرح نائب عمدة المدينة، مولاي أحمد أفيلال، أن محمد امهيدية “أمر فعلا بإنجاز دراسة جدوى من أجل إنجاز مشروع مترو الأنفاق في الدارالبيضاء”، مضيفا، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، أن المجلس الجماعي يستعد لإطلاق هذه الدراسة في الأسابيع المقبلة، دون أن يحدد تاريخا معينا لذلك. كما رفض المصدر ذاته الخوض في تفاصيل الموضوع أو حتى تحديد الزمن الذي ستستغرقه هذه الدراسة، ولم يعلق أيضا على ما تناولته بعض المواقع الإخبارية التي تحدثت عن إطلاق هذه الدراسة خلال صيف السنة الجارية، إلا أنه أكد، في السياق ذاته، أن مشروعا ضخما مثل مترو الدارالبيضاء سيكون بمثابة حل مثالي لصعوبات التنقل في مدينة شاسعة كالدارالبيضاء، التي تستعد لاحتضان منافسات كأس العالم لكرة القدم سنة 2030 المزمع تنظيمها في إطار ملف مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال. وأوضح المصدر نفسه أن مشروع مترو الدارالبيضاء فكرة ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي، حيث كان المشروع موضوع عدد من التصاميم لتحسين وسائل النقل العمومي في مدينة الدار البيضاء، التي كانت تعاني من الازدحام الناجم عن نموها المتسارع، لكن سرعان ما كان يتم التخلي عن الفكرة بسبب تكلفتها العالية.
وكان آخر حديث جدي حول مترو الدارالبيضاء في عام 2013، عندما أعلن مجلس المدينة، بقيادة العمدة محمد ساجد، أنه سيتكلف بإنجاز خط مترو بطول 15 كم فوق الأرض، يربط بين حي سيدي مومن ومسجد الحسن الثاني، وتم الحديث آنذاك عن استثمار ثمانية ملايير درهم للتمكن من إنشاء مترو معلق بحلول عام 2018، إلا أنه في 30 يونيو 2014، قرر المجلس الجماعي التخلي عن المشروع بسبب ارتفاع التكاليف؛ وبدلاً من ذلك، ستركز المدينة على توسيع خطوط الترامواي كما هي حاليا.
وفي فبراير 2023، أعلنت رئيسة جماعة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، أن المخطط المستقبلي للنقل الحضري في المدينة يضم إنشاء شبكة القطار الجهوي السريع (RER)، والتي سيتم تطويرها بالشراكة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية ومجلس جهة الدار البيضاء-سطات. ولم تشر ارميلي خلال حديثها عن هذا القطار الجهوي السريع، إلى أي موضوع متصل بمشروع المترو، بل اعتبرت، خلال مرورها في برنامج متلفز، أن القطار المذكور سيكون بمثابة رابط حقيقي بين الدار البيضاء والمحمدية والنواصر ومديونة.
وقدرت تكلفته المالية بـ1.100 مليار سنتيم من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص في إطار الأوراش المفتوحة استعدادا لاحتضان المغرب لمونديال 2030.