أطباء الصحة العمومية يدعون إلى حملات الكشف المبكر عن عدوى التهابات الكبد الفيروسية

أفادت مصادر طبية “الصحراء المغربية” تراجع نسبة الإصابة بفيروس التهاب الكبد “ب”، لدى جيل مواليد مطلع القرن الحالي في المغرب بفضل تبني المغرب للتلقيح ضد المرض، في الأيام الأولى من وضعهم، بهدف خفض نسبة الإصابات بالفيروس المعدي، بشكل عام، وسط السكان، عبر استثمار توصل العلماء إلى اللقاح خلافا لعدم توصلهم إلى لقاح مماثل للوقاية من فيروس التهاب الكبد نوع “س”.

وفي هذا الصدد، ترى المصادر الطبية أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مطالبة بالوفاء بتعهداتها بخصوص القضاء على التهابات الكبد الفيروسية المنتشرة في المغرب، بحلول سنة 2030، تفعيلا للمخطط الوزاري المخصص بذلك، عبر الرفع من نسبة الولوج إلى العلاجات، منها العمل بدواء جنيس لمقاومة التهاب الكبد نوع “س” لخفض كلفة علاج الداء مقارنة باعتماد الدواء المنتج من التركيبة الأصلية. وهو نوعية من الأدوية، التي تؤكد وزارة الصحة نجاعته بارتفاع نسبة الشفاء إلى أزيد من 90 في المائة.
وتبعا لذلك، فإن وزارة الصحة مدعوة، حسب أطباء الصحة العمومية، إلى الكشف عن معطيات طبية واحصائية حول عدد المستفيدين من الدواء وإبراز مدى سهولة أو صعوبة الولوج إليه، لا سيما بعد اطلاق توسيع التغطية الصحية، لتقييم المخطط ورصد بعض مواطن ضعفه وتصحيح مساره والرفع من عدد مرضى التهاب الكبد الفيروسي المتكفل بهم.
ويأتي ذلك في سياق يشهد إصابة عدد من الأشخاص بعدوى فيروس التهاب الكبد الفيروسي نوع “س”، ما يتطلب رفع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية من حملات التشجيع على الكشف المبكر عن المرض، وخفض نسب اكتشاف حالات إصابات في مرحلة متقدمة من المرض أو بلوغها مرحلة تشمع الكبد أو سرطان الكبد، مع العمل على توفير اختبارات الكشف والتشخيص بشكل مجاني وفي متناول الجميع على الصعيد الجغرافي.
وينضاف إلى ذلك، حث وزارة الصحة على تسريع إطلاق دراسات تجمع بين الجانب الطبي والاجتماعي لجمع المعلومات حول سلوكيات السكان وعاداتهم التي يمكن أن تشكل خطرا في نقل هذه العدوى، ناهيك عن وجود حاجة لوضع سجل وطني احصائي لعدد المصابين على الصعيد الوطني لتسهيل تحليل المعطيات حول توزيعهم الجغرافي وبناء الاستراتيجيات الوقائية والعلاجية.
وعللت المصادر هذا المطلب بعدم توفر معطيات دقيقة حول الحالة الوبائية  لانتشار التهاب الكبد الفيروسي “س” في المغرب، لعدم انجاز أية دراسة وطنية  للكشف عن الفيروس و معرفة مدى حدة المشكلة الصحية المتعلقة بهذه العدوى لدى عموم السكان. في مقابل تتوفر معطيات تقديرية صادرة عن منظمة الصحة العالمية حول المرض، والتي حددت عدد حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبدي نوع “ب” بنسبة 2 في المائة لدى عموم السكان ونسبة 1.2 في المائة فيما يخص التهاب الكبد الفيروسي نوع “س” في المغرب.
وبهذا الخصوص، شددت المصادر على ضرورة تعزيز التوعية والتحسيس بأهمية احترام قواعد الوقاية والاحتياط من الإصابة بالداء، ورفع الوعي بأهمية التشخيص المبكر عن المرض، أخذا بعين الاعتبار أن مرض التهاب الكبد الفيروسي، من الأمراض الخطيرة والصامتة، التي غالبا ما لا تعطي علاماتها البارزة إلا بعد تقدم مستوى الإصابة بالمرض.
ولتفادي الداء الصامت تظل الوقاية والمعرفة بطرق ومسببات انتقال العدوى ذات أهمية، إذ يندرج ضمنها، حدوث اتصال بين دم شخص مصاب وآخر سليم، كما هو الأمر في حالات استعمال شفرة الحلاقة أو فرشة الأسنان التي يستعملها شخص مصاب، أو عند استعمال الأدوات الحادة الملوثة بالفيروس، أو عند حدوث اتصال مع دم مصاب في إطار طبي.
أما عن أبرز أعراض الإصابة بالداء، فتتمثل في ظهور اصفرار الجلد والعين، وتحول البول إلى اللون الداكن، مثل لون الشاي، وتحول البراز إلى اللون الفاتح. أما من أعراضه الأولية فقدان الشهية، والاحساس بضعف عام وعياء، وغثيان وقيء وحمى، إلى جانب صداع أو ألم في المفاصل، وظهور طفح جلدي أو حكة، أو الشعور بألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، مع عدم تحمل الطعام الدسم.

Exit mobile version