هذه أسباب ارتفاع أسعار لحوم الأغنام إلى مستويات قياسية

قفزت أسعار لحوم “الغنم”، اليوم الاثنين بمحلات الجزارة بالدارالبيضاء إلى 140 درهما، وصرح مهنيون في مجال الجزارة أن أسعار اقتناء هذه اللحوم من المجازر قفزت إلى 125 درهما.

وأكد هؤلاء في تصريحات لـ “الصحراء المغربية”، أن أثمنة البيع بالجملة بلغت، أيضا، 120 درهما بالنسبة للحوم من جودة أقل.
وعزا الرحمان المجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز “أنوك” هذا الوضع إلى المنحى التصاعدي الذي شهدته أسعار المحروقات والأعلاف، مفيدا أن ثمن الأعلاف الخشنة مثل “التبن” و”الفصة” بلغ سقف 60 درهما للوحدة، واستطرد المتحدث موضحا في تصريح لـ “الصحراء المغربية”، أن تكلفة تربية وبيع الأغنام كانت ستكون أعلى مما هي عليه لولا دعم الدولة لمادة الشعير، الذي يعرض لفائدة الكسابة بـ 200 درهم عوض 400 درهم.
وأفاد المجدوبي أن برنامج الدعم متواصل، مشيرا إلى أنه هم حوالي 5 ملايين قنطار خلال الستة أشهر الماضية، كما أن هذه المبادرة ستظل مستمرة حفاظا على هذه الثروة الحيوانية، واعتبر أن هذا التوجه يكتسي أهمية بالغة في هذه المرحلة التي تعتبر فترة التكاثر بالنسبة لقطيع الأغنام.
وحول مدى تأثير العوامل المسببة لغلاء الأسعار، قال رئيس “أنوك” “إن تداعياتها ترتبت عليها زيادة بمعدل 30 في المائة مقارنة بالأسعار التي كانت من قبل، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد بحوالي 20 درهما و25 درهما”، واعتبر أن محلات الجزارة بالدارالبيضاء والرباط لا تعتبر عاملا للمقارنة، معللا ذلك بكونها تبقى دائما مرتفعة بحوالي 10 في المائة عما هو معتمد بمناطق أخرى، وقال “إن لحوم الأغنام تعرض بزهاء 100 درهم بمدن أخرى، وأن الوسطاء يلهبون أثمنتها أكثر فأكثر”.
ولفت إلى أن المغرب استطاع، بفضل مجهودات الدولة والكسابة، الحفاظ على قطيع الأغنام بالرغم من الجفاف الذي عصف بالبلاد أزيد من ست سنوات متتالية.
وبخصوص الاستعدادات لعيد الأضحى، أكد المجدوبي أن الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز التي عهد إليها بعملية الترقيم بكل جهات المملكة، بلغت خلال شهر رمضان حوالي مليوني رأس، ولفت إلى أن كل المؤشرات تبرز أن العرض سيكون كافيا.
وأشار، في ذات التصريح، إلى أنه سيحضر اجتماعا مع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مبرزا أن محور الاجتماع ربما سيتناول جوانب الأسعار وما يرتبط بقطاع تربية المواشي.
وحول إمكانية تعزيز الدعم الموجه لاستيراد الأغنام للعرض، قال محمد جبلي، رئيس الفيدرالية المغربية لقطاع المواشي، في تصريح لـ “الصحراء المغربية”، أن تأثيره سيكون طفيفا، معلنا أن الأسعار ارتفعت حاليا بإسبانيا من 4،4 أورو إلى 5،20 أورو بالنسبة للكيلوغرام الواحد، كما أكد أن استيراد 300 ألف رأس من الأغنام في مدة 60 يوما سيكون صعبا لوجستيكيا.
واعتبر المتحدث أن الدولة قامت وتقوم بمجهودات كبيرة، لكن ما سلف ذكره سيقلص من نسبة تأثير الاستيراد، داعيا إلى اعتماد استمرار هذا الدعم طيلة السنة لتجاوز الخصاص المهيمن على هذا القطاع.
وحول أسباب هذا الارتفاع غير المسبوق، لفت جبلي الانتباه إلى أن سوق الأغنام شهدت انفراجا واضحا السنة الماضية، إلا أنه أكد أنه مباشرة عقب رفع الدعم يوم 31 دجنبر 2023، بدأت الأسعار تتخذ منحى تصاعديا لينتقل ثمن الكلغ من لحم النعاج مثلا من 85 درهما، لتصل حاليا إلى 105 دراهم، وهو ما يمثل وفقه زيادة بأكثر من 30 درهما في الكلغ الواحد.
عبد العالي رامو، رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم بالجملة، وعكس ما تمت الإشارة إليه، أعرب عن تخوفاته بخصوص أسعار الأضاحي، مبرزا أن سعر الكيلوغرام الواحد للخرفان قبل الذبح وصل حاليا إلى 55 درهما، داعيا إلى تدخل السلطات لوقف ارتفاع الخط البياني.
وحسب رياض أوحتيتا، خبير في الشأن الفلاحي في تصريح لـ “الصحراء المغربية”، فإن هذه الارتفاعات تعزى إلى نسبة الاستهلاك المرتفعة للحوم خلال شهر رمضان، إلى جانب تقلص العرض نتيجة حلول فترة “التسمين” التي يلجأ إليها الكسابة استعدادا لعيد الأضحى.
وبخصوص حل الاستيراد، أبرز الخبير أن السوق الإسبانية تعتبر وجهة مناسبة للطلب المغربي، مبرزا أن الدولة التي كانت تنافس المغرب في المجال اختارت التوجه نحو رومانيا لأسباب سياسية، لكنه شدد على أهمية توفر ضمانات توجيه ما هو مستورد للذبح، وقال الدولة لاحظت في المجال تناسل شركات الاستيراد وهو ما دفعها لتشديد مراقبتها لهذا المجال.
ودعا أوحتيتا إلى ضرورة واستعجالية اتخاذ تدابير هيكيلية لتفادي تكرار هذه السيناريوهات، من خلال برنامج وطني لدعم الثروة الحيوانية، من خلال تخصيص ميزانيات لدعم الأعلاف البديلة، والتركيز على التهجين الصناعي بين السلالات الولودة المحلية مثل “الدمان”، وسلالات منتجة للحم كـ”الصردي” و”الميرينوس”.
يشار إلى أن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني أعلن من قبل عن فتح تسجيل طلبات التعهدات الخاصة باستيراد الأغنام من 01 إلى 05 أبريل الجاري خلال مواقيت العمل بالإدارات، وذلك بمكاتب الخدمات الخارجية التابعة للمكتب.
وأورد المكتب في إشعار “ندعو المستوردين للتوجه إلى المصلحة الخارجية التابعة للمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني الأقرب إلى مقرهم لإيداع الالتزام (نموذج دورية المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني بتاريخ 28 مارس 2024 حول استيراد الأغنام الصادر على الموقع الإلكتروني للمكتب)، وذلك دون إيداع الضمانة المنصوص عليها في الدورية آنفة الذكر”.
وأوضح المصدر ذاته أن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، بالتشاور مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، سينظر في طلبات التعهدات المسجلة منذ انطلاق هذا البرنامج، بما في ذلك أولئك الذين سبق أن أودعوا ملفاتهم، كما سيحدد القائمة النهائية للعدد الممكن استيراده حسب كل فاعل.
وأشار إلى أنه سيتم تسليم إيصالات أهلية الاستيراد مع تحديد العدد المخصص لكل فاعل، مسجلا أنه سيتم تحديد الإجراءات الجديدة في ملحق دورية المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني.

Exit mobile version