في تطور لافت في موقف واحد من أكثر الأحزاب السياسية الإسبانية المعروفة بعدائها للمغرب، رفض حزب فوكس الإسباني إقامة معرض لتبييض صورة جبهة البوليساريو، تحت عنوان “كفاح شعب”، في باحة البرلمان المحلي لمنطقة “كانتابريا”، بسبب الجرائم الإرهابية التي ارتكبها هذا التنظيم، حسب ما أفاد به الحزب في بيان على موقعه الإلكتروني الرسمي على الأنترنت.
وأضاف المصدر ذاته أن “المجموعة البرلمانية للحزب، وبغض النظر عن الوضع الصعب للشعب الصحراوي، تعتبر أن تبييض وجه منظمة مسلحة كانت تعتبر جماعة إرهابية، وتمجيد شخصية جبهة البوليساريو التي كانت مسؤولة عن مقتل ما يقرب من 300 مواطن إسباني، هو أمر غير مقبول ولا يطاق أبدا”، مشيرا في هذا الصدد إلى شن الجبهة الانفصالية حرب عصابات ضد الجيش الإسباني وتعذيب جنوده، إضافة إلى مسؤوليتها عن مقتل ما مجموعه 289 إسبانيا خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وهو رقم لم تتجاوزه سوى “منظمة إيتا” الباسكية، بحسبه.
في السياق ذاته نقل بيان حزب فوكس الإسباني، المحسوب على تيار اليمين المتطرف، الذي اطلعت عليه جريدة جريدة النهار الإلكترونية، عن ليتيسيا دي إرماز، المتحدثة باسم مجموعة فوكس البرلمانية، قولها: “إنها فضيحة أن نرى في فناء البرلمان صورا لإرهابيين يستهدفون مواطنينا”.
وسجل المصدر ذاته أن “حملة الإرهاب والهجمات المستمرة التي طالت أسطول الصيد الإسباني عام 1986 أدت إلى قيام حكومة فيليبي غونز إرمليز الاشتراكية بقطع العلاقات مع جبهة البوليساريو، وطردت من إسبانيا قيادتها التي عاشت حينها حياة الملوك في العاصمة مدريد، وذلك بعد مقتل عنصر من البحرية الإسبانية خلال عملية إنقاذ إنساني على يد هذه الجماعة الإرهابية”.
وأوضح البيان أن تضمن بعض الملصقات المزمع عرضها خلال هذا المعرض تلميحات بأن “جبهة البوليساريو دافعت أيضا عن المياه الإقليمية الصحراوية ضد الاتفاقات غير القانونية بين المغرب والصيادين الإسبان هو إهانة حقيقية، في وقت تواصل جمعية ضحايا الإرهاب في الكناري ACAVITE الكفاح من أجل الاعتراف بالضرر الذي لحق الضحايا جراء إرهاب البوليساريو”.
وأضاف الحزب ذاته أن “الجمعية سالفة الذكر التي تأسست وتترأسها ابنة ضحية من ضحايا إرهاب البوليساريو أشارت إلى وجود ما يقرب من 300 ضحية للإرهاب الذي مارسته هذه المجموعة الإرهابية المسلحة ضد مجموعة من العمال الإسبانيين العزل، والصيادين الإسبان من الكناري والأندلس والباسك، الذين تعرضوا للتعذيب والاختطاف وغيرها من الجرائم التي لم يطلها التقادم أبدا”.
وعلى ضوء كل هذه المعطيات والحقائق طالب فوكس مكتب برلمان “كانتابريا” برفض تنظيم المعرض في منشآته التي وصفها بـ”المنزل المشترك لجميع سكان كانتابريا”، والتي “لا يمكن أن تصبح شريكا في تبييض هجمات جبهة البوليساريو، وإنكار تاريخها العنيف والدموي”.