المغرب يغيب عن معرض السياحة في إسرائيل

تغيب المملكة المغربية، بالإضافة إلى 25 دولة أخرى على رأسها الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية والبرتغال وإسبانيا، عن الدورة الحالية للمعرض الدولي للسياحة الذي سيفتتح فعالياته بعد غد الأربعاء في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، تحت شعار “التحضير لليوم التالي للسياحة في إسرائيل”، حيث سبق لهذه الدول أن شاركت في العام الماضي قبل أن تقرر عدم المشاركة في دورة هذه السنة بسبب “استمرار العمليات العسكرية على قطاع غزة”.

من جانبها، أكدت إدارة المعرض الإسرائيلي لجريدة جريدة النهار الإلكترونية أن “الدعوات وجهت إلى الجانب المغربي ولعارضي هذا البلد من أجل المشاركة في النسخة الثلاثين من معرض السياحة الدولي IMTM 2024، إلا أنهم قرروا عدم تسجيل مشاركتهم هذا العام”؛ فيما ستشارك كل من فرنسا وفيتنام والسلفادور والتشيك وأذربيجان والهند ودول أخرى في هذا الحدث، الذي تراهن عليه الحكومة الإسرائيلية لتجاوز آثار الحرب على القطاع السياحي وحركية السياح من وإلى إسرائيل.

وقد سبق للمغرب أن شارك، لأول مرة وبشكل رسمي، في هذا المعرض في النسخة التي أقيمت في أواسط يونيو من العام 2022، بحضور عارضين وفاعلين سياحيين مغاربة إضافة إلى المكتب الوطني المغربي للسياحة، حيث أشار هذا الأخير حينها وعلى هامش مشاركته إلى أنه يُراهن على استقطاب قرابة 200 ألف سائح إسرائيلي من خلال الرفع من عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين.

وكان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قد حذر، أواخر شهر مارس المنصرم، المواطنين الإسرائيليين من السفر إلى المغرب ودول أخرى؛ أبرزها مصر والأردن، بسبب ما اعتبره “تنامي المخاوف من وجود تهديدات أمنية تستهدف الإسرائيليين في الخارج”، مشيرا إلى أن “ارتفاع مستوى التحذير من السفر يعكس تزايد خطر وقوع أعمال إرهابية”.

تفاعلا مع هذا الموضوع، قال جمال السعدي، فاعل سياحي، الذي تلقى بدوره دعوة لحضور فعاليات النسخة الخالية من المعرض، إن “قرار المؤسسات والفاعلين السياحيين بالمغرب عدم المشاركة في الدورة الحالية لمعرض السياحة المتوسطي الدولي المزمع إقامته في تل أبيب يأتي بسبب تدهور الوضع الأمني واستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ لا يعقل أن نسجل مشاركتنا في ظل استمرار عدّاد القتلى في غزة في الارتفاع”، مشيرا إلى أن إدارة المعرض وجهت دعوات إلى عدد من الفاعلين السياحيين؛ إلا أنهم قرروا عدم المشاركة ومقاطعة نسخة هذه السنة، رغم مشاركتهم في النسخة الماضية.

وأضاف السعدي أن “اليهود المغاربة من أصل مغربي وحاملي جوازات السفر المغربية أو جوازات دول أخرى الذي يصلون إلى المملكة عبر دول أخرى مرحب بهم”، مسجلا أن “المغرب كان ضيف شرف هذا المعرض خلال نسخة 2022 وشارك بتمثيلية مهمة وجناح كبير بحضور وزير السياحة الإسرائيلي وممثلين عن المكتب الوطني المغربي للسياحة والمجالس الجهوي للسياحة وشركة الخطوط الملكية؛ غير أن ذلك كان مرتبطا بسياق الدينامية التي عرفتها حينها العلاقات بين البلدين، على إثر توقيع اتفاقيات أبراهام”.

وخلص الفاعل السياحي ذاته، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، إلى أن “مشاركة المغرب لقيت، حينها، ترحيبا كبيرا من لدن الجالية المغربية المقيمة في إسرائيل؛ غير أن الواقع اليوم على الأرض ميدانيا وإنسانيا كذلك مغاير لما كان عليه في السابق، وهذا ما يبرر قرار عدم المشاركة”.

Exit mobile version