مراكش .. رياح عاتية تقتلع أشجارا متهالكة وسقف حافلة للنقل الحضري
عاشت مدينة مراكش، نهاية الأسبوع، على إيقاع رياح قوية، اجتاحت مختلف أحياء المدينة، ما جعل مختلفَ مصالح الوقاية المدنية والطبية على أهبة الاستعداد، للتدخل في أي لحظة تحسبا لأي حوادث يمكن أن تخلفها، من أجل انقاد المتضررين مع مراقبة الوضع.
وتسببت الرياح العاتية، التي شهدنها المدينة وضواحيها على مدر يومين، في انهيار العديد من الاشجار المتهالكة، واقتلاع سقف إحدى الحافلات التابعة للشركة الإسبانية “ألزا” على مستوى الخط الرابط بين مركز 44 بجماعة أولاد أدليم ومراكش، فضلا عن سقوط لوحات التشوير الطرقي، إضافة إلى اقتلاع عدد من الصحون المقعرة من فوق أسطح عدد من المنازل.
وخلف سقوط شجرة، على مستوى محطة توقف حافلات النقل الحضري بحي سيدي ميمون، خسائر مادية دون أن تسفر الحادثة عن أية خسائر بشرية، باستثناء الهلع الذي شاع بين المارة الذين تخوفوا من سقوط المزيد من الأشجار في أي لحظة بفعل قوة الرياح التي عرفتها المدينة الحمراء.
من جهة أخرى، أصيب ركاب حافلة للنقل شبه الحضري بضواحي مراكش، تربط بين مراكش وجماعة أولاد الدليم، حالة من الفزع الشديد، جراء تطاير لوح حديدي من سقفها، على إثر الرياح القوية التي شهدتها المنطقة.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها “الصحراء المغربية”، فإن سائق الحافلة اضطر إلى التوقف بجانب الطريق، فيما غادرها ركابها بحثا عن وسيلة نقل أخرى.
وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، عبرت عن استهجانها لسوء تدبير قطاع النقل الحضري وشبه الحضري، وللارتجالية والتعثر الذي يعرفه هذا القطاع، مع اقتراب انتهاء العقد المؤقت لشركة “ألزا”.
وذكر بيان للجمعية الحقوقية، أن مدينة مراكش تعيش تسييرا وتدبيرا متعثرا يفتقد للفعالية والنجاعة المطلوبة، خاصة فيما يتعلق بالخدمات الاجتماعية المفروض في المجلس الجماعي للمدينة توفيرها وضمان ديمومتها وجودتها، فخدمات حافلات النقل الحضري وشبه الحضري تعيش مأزقا حقيقيا، ليس فقط على مستوى البنية والآليات، ولكن حتى
البلوكاج المتعلق بشروط التدبير المفوض للقطاع، فمع اقتراب انتهاء العقد المؤقت لشركة (ألزا) للنقل الحضري وشبه الحضري، المسؤولة عن إدارة خدمات الحافلات في مدينة مراكش منذ ربع قرن، وفق عقد التدبير المفوض لسنة 1999 والممتد لـ15 سنة، لايلوح في الأفق إلا استمرار معاناة ساكنة مراكش وأحوازها مع النقل، وبالتالي استمرار اللجوء قسرا للنقل السري وسيارات الأجرة بحجمها الصغير والكبير، وما يستبع ذلك من تكلفة مرتفعة، وهدر لزمن الانتظار للتنقل من منطقة الى أخرى بالمدينة.
وأشارت الجمعية الى أن هذه الوضعية أصبحت عبئا على الساكنة خصوصا في ظل غياب أي اتفاق جديد، وتكثم الجهات الوصية عن مآل دفتر التحمّلات، وقرار مجموعة الجماعات الترابية (مراكش للنقل) التي سبق لها أن اختارت في يناير 2023 عرضًا قدمته شركة (ألزا) بالتعاون مع شركة (فوغال باص)، بعد تقديم العروض التي تمّ إطلاقها في شتنبر 2022، وتضمن العرض تجديد الأسطول، والرفع من عدد الحافلات وقيمة الاستثمار، وتحديث شبكة النقل الحضري بملأ الفراغات عبر إحداث خطوط جديدة، وكان من المفترض أن يجري توقيع العقود سنة 2023، وأن تبدأ الخدمة الجديدة في مارس 2024، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News