جهة مراكش .. التساقطات المطرية تحيي آمال الفلاحين وتنعش حقينة السدود

شهدت مدينة مراكش وضواحيها، خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس الجاري، تساقطات مطرية مهمة، اختلفت من منطقة إلى أخرى، أحيت آمال الفلاحين وكان لها وقع إيجابي سواء على القطاع الفلاحي أو من حيث تقوية الفرشة المائية التي بدأت في النضوب بسبب توالي سنوات الجفاف وشح الأمطار وندرة المياه.

كما ساهم في إنعاش هذه الآمال تفعيل البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، الذي وضعته وبلورته الحكومة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس.

وحسب بعض الفلاحين، فإن التساقطات المطرية التي شهدتها مدينة مراكش وضواحيها، ستساهم في خفض تكاليف الإنتاج وتحسين الغطاء النباتي وتوفير الكلأ للماشية، وسيكون لها وقع ايجابي على الزراعة الربيعية مثل الفاصولياء، الحمص، الذرى، الفول.

ويعقد الفلاحون آمالا كبيرة على هذه التساقطات المطرية، في أفق إنقاذ الزراعات الربيعية، والتي ساهمت في تحسين الغطاء النباتي بشكل عام والمراعي بشكل خاص، وتحسين حقينة السدود ذات الاستعمال الفلاحي ومنسوب المياه الجوفية.

ومن شأن هذه التساقطات المطرية، وفق إفادات الإدريسي عبيدة فلاح بالجماعة الترابية اسعادة التابعة لعمالة مراكش، أن تغني الكساب عن شراء العلف في ظل الأثر الإيجابي على الغطاء النباتي للمراعي، وبالتالي اقتصاد نسبة مهمة من المصاريف.

وأوضح عبيدة في اتصال ب”الصحراء المغربية”، أن التساقطات المطرية للموسم الفلاحي الحالي، عرفت نوعا من عدم الاستقرار، حيث لم تعد الأمطار تسقط في فصلها المعتاد، وهو ما يمكن تأكيده من خلال نزول الأمطار حاليا بالمغرب خلال فصل الربيع، مشيرا إلى عدم الاستفادة من الأمطار خلال فصلي الخريف والشتاء.

من جهة أخرى، كشفت المديرية العامة للمياه التابعة لوزارة التجهيز والماء، عن تسجيل انتعاشة طفيفة في نسبة ملء السدود، بعد التساقطات المطرية التي شهدتها أقاليم جهة مراكش أسفي.

وبلغ حجم المخزون المائي لسدود جهة مراكش-آسفي إلى غاية 28 مارس الجاري، 195,6 مليون متر مكعب بنسبة 52,86 في المائة.

وحسب معطيات لوكالة الحوض المائي لتانسيفت، فإن هذا المستوى يظل أقل من معدل الملء في الفترة ذاتها من السنة الماضية (201,1 مليون متر مكعب بنسبة 54,35 في المائة).

وكشفت وكالة الحوض المائي لتانسيفت، أن حقينة سد يعقوب المنصور -للا تكركوست، سجل انخفاضا طفيفا لينتقل من 57,99 في المائة (71,1 مليون متر مكعب) إلى 56,68 في المائة (69,5 مليون متر مكعب)، في حين بقيت حقينة سد سيدي محمد بن سليمان الجزولي عند نفس المستوى تقريبا، حيث بلغت نسبة الملء الحالية 68,8 في المائة (10,6 مليون متر مكعب) مقابل 67,2 في المائة (10,4 مليون متر مكعب) خلال الفترة نفسها من سنة 2023.

وأوضحت المعطيات نفسها، أن سد أبو العباس السبتي، شهد انخفاضا أكبر، حيث انتقلت نسبة الملء من 99,8 في المائة (24,8 مليون متر مكعب) في 28 مارس 2023 إلى 78,1 في المائة (19,4 مليون متر مكعب) في الفترة نفسها من السنة الجارية.

وأشار المصادر ذاتها، الى أن سد مولاي عبد الرحمان، سجل هو الآخر نفس المنحى التنازلي لينتقل من 50,6 في المائة (32,6 مليون متر مكعب) في 28 مارس 2023، إلى 42,7 في المائة (27,5 مليون متر مكعب) في الفترة نفسها من سنة 2024. في المقابل، سجل سد مولاي يوسف ارتفاعا بنسبة ملء انتقلت من 43,6 في المائة (62,2 مليون متر مكعب) خلال 28 مارس 2023 إلى 48,1 في المائة (68,6 مليون متر مكعب) بالفترة نفسها من سنة 2024.

Exit mobile version