كشفت العديد من الهيئات الفلكية عبر العالم، عن استقبال كوكب الأرض عاصفة مغناطيسية شديدة، بداية الأسبوع الجاري، ناجمة عن توهج شمسي، جرى رصده، نهاية الأسبوع المنصرم، في الوقت الذي قلل المرصد الفلكي بأوكايمدن التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، من حجم ثأتيرها على صحة الإنسان وعلى التوازن الطبيعي.
وفي هذا الإطار، أوضحت وكالة “نوفوتسي” الروسية، نقلا عن مصدر بمختبر علم الفلك الشمسي بأكاديمية العلوم الروسية، أن انبعاثات البلازما الشمسية وصلت إلى كوكب الأرض، وهي حاليا تشكل عاصفة جيومغناطيسية.
ويعتقد الخبراء الروس، أن قوة هاته العاصفة تساوي تقريبا الحد الأقصى، وهو حدث لم يشهده الكوكب منذ 20 عاما، في وقت أكد نظراؤهم بأستراليا وجود تأثير لها على شبكات الطاقة والأقمار الاصطناعية، التي توفر خدمات الملاحة، والمراقبة، والاتصالات.
وتقول صحيفة “ورونيوز” الأوروبية إن هذا الحدث يشكل فرصة مهمة لعشاق رؤية الشفق القطبي، إذ يوفر التوهج الشمسي مشاهد رائعة للغاية.
ويشير المصدر نفسه، نقلا عن مركز التنبؤ بالطقس الفضائي الأمريكي ( NOAA)، الى أن التأثيرات قد تكون منحصرة أساسا على حركة الملاحة الجوية للطائرات التي تحاول التواصل مع أبراج المراقبة البعيدة جدا.
وأوضح زهير بنخلدون مدير المرصد الفلكي بأوكايمدن التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، في اتصال ب”الصحراء المغربية”، أن هذه الظاهرة، التي تناقلتها مجموعة من الصحف العلمية، تتعلق بالتأثير على الحقل المغناطيسي للأرض من طرف الشمس، مبرزا أن الشمس تمر بمجموعة من المراحل التي يكون فيها نشاط هذه الأخيرة في درجة مرتفعة، وهذا النشاط يقل بشكل تناقصي، كما أن هذه العملية تستمر لمدة 11 سنة، ونحن الآن في الحد الأقصى لهذا النشاط الذي تعرفه الشمس.
وأكد بنخلدون، أن هاته العواصف ليست بالجديدة، وهي دائما موجودة، ومعروفة كثيرا، مشيرا إلى أن المرصد الفلكي لأوكايمدن يدرس هاته الظاهرة باستخدام آلات محددة لهذا الغرض.
وأضاف المتحدث، أن المرصد الفلكي لاوكايمدن سبق له نشر دراسة دقيقة حول إحدى العواصف، تبين من خلالها وجود تأثيرات على مجال الاتصالات، خاصة في مجال الملاحة الجوية، مبينا أن هنالك حلولا لتجاوز هذا الوضع، وإبقاء الاتصال سليما.
ونفى رئيس المرصد الفلكي بأوكايمدن، وجود أي تأثير لهذه العاصفة على صحة الانسان، وحتى على التوازن الطبيعي، مذكرا بدراسة منجزة في 2014، من قبل المرصد، حول تأثير عاصفة جيومغناطيسية على شمال إفريقيا، جاءت من خلال إشعاع شمسي شديد.
وتوضح الدراسة التي ناقشت تأثيرات العواصف الجيومغناطيسية على شمال إفريقيا، لأول مرة في المنطقة، أن التأثيرات بالفعل تنحصر فقط على مجال الاتصال اللاسلكي، خاصة حركة الملاحة الجوية.