تتضح الأوضاع المتردية في مخيمات تندوف، بعد حديث عن “هجرة محتجزين إلى داخل المدينة الجزائرية” إبان الإعلان عن لائحة المستفيدين من السكن.
وفق منتدى “فورستاين”، فإن “إعلان مديرية السكن بتندوف عن لائحة المستفيدين من مقرات سكنية لتوزيعها على بعض الجزائريين الموجودين بهوامش المدينة عرف هجوما كبيرا من الصحراويين المحتجزين بالمخيمات”.
وأوضح المصدر ذاته أن “عملية الهروب هاته تزامنت مع زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى المدينة، مؤخرا”، مشيرا إلى أن “وجود المحتجزين في تندوف في الأصل جاء بأهداف سياسية تخدم الزيارة، قبل أن ينقلب الوضع إلى اعتصام بالخيام من أجل المطالبة بالسكن”.
وأورد المنتدى أن “زيارة الرئيس تبون لمدينة تندوف لمرتين في وقت وجيز جعلت المدينة الجزائرية تمتلئ بالصحراويين، الذين قرروا الالتحاق بمعارفهم وأصدقائهم وأقاربهم للاستفادة من توزيع السكن، فقرروا بناء مخيم والاعتصام بضواحي تندوف للاستفادة من السكن، فعمت الفوضى تندوف، وتناسلت الخيام؛ الأمر الذي اعتبره الجزائريون فوضى، ونعتوا العملية بغزوة تندوف من طرف الصحراويين الذين جلبتهم السلطات الجزائرية بالتنسيق مع جبهة البوليساريو للمشاركة في استقبال الرئيس الجزائري”.
في هذا الصدد، قال محمد سالم عبد الفتاح، باحث مهتم بقضية الصحراء والجوار المغاربي، إن “هذا النزوح يؤشر فعلا على تأزم الوضع اجتماعيا واقتصاديا، والانعكاسات الخطيرة للوضع الأمني المتردي في المخيمات”.
وأضاف سالم عبد الفتاح، في تصريح لجريدة النهار، أن هذا الأمر يدفع بالمحتجزين إلى الاحتجاج على السلطات الجزائرية التي هي المسؤولة قانونيا على هذا الوضع”، موضحا أن “القاطنين باتوا بالفعل يستشعرون خطورة الوضع، والتدبير المفوض لصالح قيادة الجبهة في المخيمات، وانعكاس ذلك على المستويين الأمني والاجتماعي”.
وأكد المتحدث ذاته أن “هذا الأمر يفضح بالفعل الدور الجزائري، باعتبار أن الجارة الشرقية هي المسؤول على هذا الوضع”، لافتا إلى أن “هذا الأمر يثير قلق المتدخلين في المنطقة، خاصة المهتمة بالوضع الأمني الذي يتأثر باندثار الأوضاع الاجتماعية”.
وخلص الباحث المهتم بقضية الصحراء إلى أن “هذا الأمر يكرس بالفعل دور البوليساريو كعامل للتهديد الاستقرار بما يضر مصالح العديد من القوى العالمية، بحكم قرب المنطقة من أوروبا وأيضا من الساحل”.
من جانبه، سجل رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن “الجزائر حاولت بناء مخيمات تندوف من مواطنيها هناك والعديد من الجنسيات الأخرى”.
وأورد مسعود لجريدة النهار أن “هذا الأمر شكل أقلية من المحتجزين القادمين من الأقاليم الجنوبية المغربية في مواجهة أغلبية متعددة الجنسيات، من أجل تحقيق طموح الجزائر لبناء دولة وهمية”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “الجزائريين الأصليين في تندوف بأنفسهم لم يرغبوا في هذا الأمر”، مبينا أن “الوضع الحالي يظهر سوء تدبير الجزائر، وليس البوليساريو التي هي مجرد وسيلة تتحرك وفق الرغبات”.
وشدد رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان على أن “هذا الوضع يستدعي، بالفعل، تدخلا عاجلا من قبل المنتظم الدولي؛ حتى يفك هذا الحصار المفروض على المحتجزين في المخيمات”.