ارتباط البوليساريو بالجماعات الإرهابية في الساحل سبب تحذيرات الدول الغربية
ألبست تحذيرات مجموعة من الدول الغربية لمواطنيها في الجزائر، وبالتحديد مدينة تندوف حيث مخيمات المحتجزين لدى جبهة البوليساريو، ثوب “الإرهاب”.
وجاءت هذه التحذيرات، وأبرزها من بريطانيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، مع اقتراب فعاليات “ماراثون الصحراء”، الذي يقام في التراب الجزائري ويمر بمخيمات تندوف.
وقبل أسبوع، شهدت مدينة تندوف تصعيدا من قبل المحتجزين ضد سياسة قيادة “الرابوني”، وأيضا السلطات الجزائرية، حيث منع المحتجون مرور موكب رسمي لوالي تندوف.
وتحذر الدول الغربية رعاياها من “أعمال عنف” و”عمليات اختطاف” مع اقتراب الفعالية سالفة الذكر، وهي مؤشرات، بحسب مراقبين، تدل على “تنامي وعي المنتظم الدولي بالأدوار الحقيقية التي أصبحت تلعبها البوليساريو في المنطقة”.
ثوب الإرهاب
وقال عبد الفتاح الفاتحي، محلل سياسي مختص في قضية الصحراء، إن “دعوة عدد من الدول مواطنيها إلى تجنب التنقل في الجنوب الجزائري بصفة عامة، تعود أساسا إلى تزايد المخاطر الأمنية هناك ارتباطا بالتطورات التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، ولا سيما بعد انهيار اتفاق الجزائر لسنة 2015. وهو ما يعتبر استباحة جديدة لنشاط الجماعات الإرهابية المسلحة وللجريمة المنظمة العابرة للحدود”.
وأضاف الفاتحي، في تصريح لجريدة النهار، أن “منطقة تندوف تعد فاعلة بسبب نشاط عناصر جبهة البوليساريو على هذا المحيط، حيث تبقي من خلال تحركاتها الأوضاع غير مستقرة تماما”، لافتا إلى أن “سلوك البوليساريو بعد ضربها أحياء سكنية مدنية بمدينة السمارة المغربية، سرع من وسمها دوليا بأنها تنظيم إرهابي”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “منطقة تندوف يطالها غموض كبير بسبب الحصار والتعتيم الإعلامي الذي تقيمه الجزائر على سلوك وتصرفات جبهة البوليساريو، الجهاز المتحكم في المحتجزين هناك”.
وبين الفاتحي أن “ظروفا اقتصادية دعت عددا من عناصر جبهة البوليساريو إلى احتراف التجارة غير المشروعة في منطقة الساحل والصحراء؛ ذلك أن تقارير إعلامية واستخباراتية أشارت إلى نشاط عناصر مقربة من البوليساريو في تجارة المخدرات والسلاح وتهريب المهاجرين والتعاون مع الجماعات الإرهابية في الجنوب الجزائري والشمال المالي”.
وأجمل قائلا: “لكل هذه الأسباب، تتزايد تخوفات العديد من الدول من الواقع الأمني في الجنوب الجزائري بصفة عامة، بما فيه منطقة تندوف التي تعد مرتعا للخارجين عن القانون الدولي بسبب انخراط عناصر جبهة البوليساريو في التهريب الدولي والتجارة غير المشروعة والأنشطة الإرهابية”.
جماعات الساحل
من جانبه سجل، محمد سالم عبد الفتاح، باحث مهتم بقضية الصحراء والجوار المغاربي، أن هاته التحذيرات “تؤشر على تردي الوضع الأمني بمخيمات تندوف، نتيجة التغلغل الكبير للعصابات المنظمة”.
وقال سالم عبد الفتاح، ضمن تصريح لجريدة النهار، إن “هنالك أيضا انتشارا للجماعات المسلحة في منطقة الساحل التي باتت تؤطر وتدرب شباب المخيمات”.
وأضاف أن “هاته الدول تتابع تردي الوضع الأمني بالمخيمات، وهو الحال لدى وضع حقوق الإنسان”، مشيرا إلى أن “التقارير الدولية سبق أن ربطت الجبهة بالجماعات المنتشرة في بلدان الساحل، كونها الزبون الأول للبوليساريو، التي توفر المساعدات الغذائية المفترض توجيهها للمحتجزين”.
وشدد الباحث المهتم بقضية الصحراء على أن “تراجع المشروع الانفصالي وتفكك الدعاية صعبّا على البوليساريو تأطير شباب المخيمات، ما جعلها تستعين بالجماعات المسلحة بالساحل”.
وختم بأن “هاته التحذيرات تورط أيضا الجزائر التي تتنصل من كافة المسؤوليات التي على عاتقها من خلال تفويض السلطة لجماعة مسلحة في تندوف بدون أي مسوغ قانوني، ما يسمح بارتكاب انتهاكات جسدية وحقوقية، ويؤزم الأوضاع والأمن في المنطقة”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News