ضم الشريط السينمائي الطويل “مطلقات الدار البيضاء”، للمخرج المغربي محمد عهد بنسودة، إلى خزينته تتويجا جديدا بعد مشاركته ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للسينما ببغداد، في دورته الأولى.
وعبرت الممثلة المغربية بشرى أهريش، التي نابت عن المخرج واعتلت منصة التتويج لاستلام الجائزة، عن فخرها وسعادتها البالغة بتمثيل الفيلم الذي جسدت بطولته في تظاهرة فنية عربية، واستلام جائزة أحسن إخراج التي كانت من نصيب المخرج المغربي محمد عهد بنسودة.
وتابعت أهريش، في تصريح لجريدة جريدة النهار، بأن شريط “مطلقات الدار البيضاء” استطاع خطف الأنظار وجذب الجمهور خلال عرضه بالعاصمة العراقية بغداد ضمن فعاليات مهرجانها الدولي للسينما، مبرزة أن الموضوع الذي سلط عليه العمل الضوء عبارة عن مشكل من صلب المجتمع المغربي والعربي والدولي كذلك، وليس منحصرا في منطقة ما.
وأعربت المتحدثة ذاتها عن سعادتها البالغة بالأصداء الطيبة والإيجابية التي أعقبت عرض العمل في العراق، وجعلت الجمهور الحاضر في صالة العرض يصفق بحرارة عند انتهائه ويشيد به، مضيفة أن حضور الممثلين المغاربة في التظاهرات الفنية وتقديم أعمالهم خارج الحدود يعد فرصة مهمة جدا تسمح لهم كمبدعين بتبادل الخبرات والأفكار والتعريف بإبداعاتهم، وهو الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على السينما المغربية ويزيد من إشعاعها الدولي.
وعن النجاح الذي يحققه شريط بنسودة قالت بشرى أهريش في تصريحها لجريدة النهار إنه راجع إلى موضوعه الذي يهم الجميع، وتمكن الممثلين من إيصال الشخصيات للجمهور بطريقة متكاملة وبتشخيص جيد، موضحة أن “مطلقات الدار البيضاء” “لا يعطي حلولا، وإنما يطرح قضايا من أجل إيجاد أجوبة مشتركة مع الجمهور، خاصة أن الطلاق يعد قضية اجتماعية محضة، لا تؤثر فقط على الزوجين، وإنما على الأبناء وكل المحيط الأسري”.
ويسلط الشريط السينمائي الروائي الذي حظي بدعم من المركز السينمائي المغربي الضوء على فئة من النساء بالمجتمع المغربي ممن عشن تجربة الطلاق، إذ يتناول معاناة خمس نساء من بيئات مختلفة، ويطرح المشاكل التي تعترض طريقهن في المجتمع والأسرة، إضافة إلى الصعوبات التي تواجههن بعد الانفصال عن شريك الحياة، ومشكل حضانة الأطفال، وبعض الهفوات القانونية في مدونة الأسرة، ومواضيع أخرى من صلب المجتمع المغربي.
وتمكن شريط بنسودة، الذي تجسد بطولته أهريش ولمكيمل، إلى جانب ثلة من الفنانين المغاربة، من الظفر بجوائز مهمة خلال جولته الدولية في المهرجانات الكبرى، بلغ عددها 25 جائزة، إذ توج أخيرا بجائزتي الإخراج وأحسن إدارة ممثل في المهرجان الدولي للفنون بمدينة أثينا اليونانية؛ كما فاز بجائزة أحسن فيلم إفريقي في المسابقة الدولية لمهرجان السينما المستقلة ببرشلونة الإسبانية، إضافة إلى اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كالكوتا الدولي في دورته الـ 74، وهو من أعرق التظاهرات السينمائية في العالم.
كما سجل الفيلم حضوره في عدد من التظاهرات الفنية، آخرها مهرجان “كان” السينمائي العالمي، حيث شارك في فئة “سوق الفيلم”.