أصدر مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، اليوم الخميس بمراكش، النسخة العاشرة من تقرير “التيارات الأطلسية”، وذلك على هامش الدورة الثانية عشرة لمؤتمر “الحوارات الأطلسية” الدولي.
ويعرض هذا التقرير، الذي يعد الإصدار الرئيسي للمركز، ويحمل توقيع كتاب يمثلون أكثر من 24 دولة تنتمي إلى مختلف مناطق الأطلسي (البحر الكاريبي وجزره، وأمريكا الوسطى، وأمريكا الشمالية، وأوروبا الشمالية، وأوروبا الجنوبية، وشمال وغرب افريقيا الأطلسيتين، وثلاثة بلدان غير أطلسية (إيطاليا، واليابان، وبيرو)، دراسات تحليلية لخبراء من المحيط الأطلسي الأوسع حول موضوع يتماشى وذلك المخصص لهذه الدورة “أطلسي أكثر حزما: معناه للعالم”.
وفي هذا الصدد، استحضر محمد لوليشكي سفير المملكة المغربية السابق لدى الأمم المتحدة والخبير البارز بمركز السياسات من أجل الجنوب، في توطئة هذا التقرير، الذي أشرف على تنسيقه، سياق التهديدات والتحديات التي تواجه دول الحوض المحيط الأطلسي، وكذا الفرص والمبادرات السياسية والدبلوماسية المتعددة التي ظهرت على ضفتيه، والتي ناقشها المؤلفون، كل من زاوية محددة.
ويقدم التقرير شريحة واسعة من وجهات النظر متعددة التخصصات وعبر جيلية حول الموضوع الرئيسي لمؤتمر حوارات أطلسية لهذا العام ”أطلسي أكثر حزما: أهميته بالنسبة للعالم؟”.
ويقوم المؤلفون باستقصاء مختلف جوانب الترابط الأطلسي، ويحددون التحديات التي يجب التغلب عليها والأدوات التي يجب تعبئتها وآفاق التعاون في مجالات التجارة وحماية البيئة وأمن الطاقة والعائد الديمغرافي وتعزيز “السلام الأطلسي”.
وتحت عنوان “المصير المشترك عبر الأطلسي: مسارات لتعزيز الشراكة بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية”، تسلط لاورا ألبورنوز بولمان الضوء على المصير المشترك لهذه القارات وتدعو إلى الوحدة لمواجهة التحديات المشتركة مثل ضعف الديمقراطية والمؤسسات، والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدة على الحاجة إلى استراتيجيات تعاونية، مع التركيز بشكل خاص على حل أزمتي الطاقة والمناخ.
ومن خلال معالجة “مسارات التعاون الأطلسي”، تقوم سلوى اليماني بالنظر في مؤهلات صناعة الطيران وفحص مدى قدرتها على النهوض بالتعاون عبر الأطلسي، في حين تفحص كل من عفاف زركيك وصابرين عمران على دراسة اتفاقيات شراء الطاقة كرافعة لتعزيز اعتماد الطاقة المتجددة على مستوى الأطلسي.
وفي ختام التقرير، يستعرض أحمد أونيني سبل التعاون بين أمريكا اللاتينية والقارة الأفريقية في مجال السلع الزراعية من أصل استوائي المستهلكة عالميا مثل البن والكاكاو، بهدف جعل سلاسل القيمة الخاصة بها أكثر فائدة لبلدان جنوب حوض المحيط الأطلسي.
وتطمح هذه النسخة الجديدة من الحوارات الأطلسية إلى إثراء وتعميق التفكير الذي بدأ قبل عشر سنوات بشأن الأطلسي المشترك، ويسعى إلى معالجة التباين الذي يميز العلاقات بين الشمال والجنوب، والعمل على تكثيف العلاقات بين الجنوبين وتعزيزها، مع مراعاة الحدود الموضوعية المتأصلة في بناء مجتمع عبر أطلسي موسع وأكثر ترابطا واتحادا، يظل طموحنا هو مواصلة إثراء التفكير في وجود أطلسي مشترك ودعم المبادرات التي أطلقت لتحقيق هذا الهدف.