مدن مغربية تحتضن مهرجانات سينمائية محلية ودولية دون قاعات عرض حديثة

تشهد مجموعة من المدن المغربية في الأشهر الأخيرة من كل سنة حركية واسعة على الصعيد الثقافي والسينمائي على الخصوص، إذ تحتضن بعضها مهرجانات سينمائية محلية ودولية بمشاركة أفلام من مختلف دول العالم وبأصناف متنوعة.

لكن المتابعين للسينما بالمغرب والفاعلين فيها يقفون على ما يصفونها بـ”المفارقة”، إذ إن أغلب هذه المدن المحتضنة للمهرجانات السينمائية لا تتوفّر على قاعات للعرض السينمائي بالمواصفات الحديثة، فيما تنعدم هذه القاعات في مدن أخرى، خاصة شمال وشرق المغرب، كوجدة والناظور والحسيمة.

وخلال الشهرين الماضيين، احتضنت مدينة وجدة ثلاثة مهرجانات دولية، وهي المهرجان المغاربي للفيلم (الدورة الثانية عشرة)، والمهرجان الدولي للسينما والهجرة (الدورة الحادية عشرة) ثم المهرجان الدولي لفيلم الهواة (الدورة التاسعة)؛ فيما تحتضن مدينة الناظور، هذا الأسبوع، الدورة الثانية عشرة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة.

ويرى عبد العزيز كوكاس، كاتب وإعلامي، أن “غياب القاعات السينمائية مشكل مغربي عربي ودولي”، وزاد: “نحن شهود على إغلاق العديد من القاعات السينمائية في مجموعة من المدن الكبرى التي رسّخت تقاليد عميقة في السينما”.

واعتبر كوكاس، ضمن تصريح لجريدة النهار، أن “الأمر محيّر عندما يتعلّق بمدن مثل الناظور التي وصل بها مهرجان دولي للسينما إلى دورته الثانية عشرة ولم يتم التفكير من قبل المسؤولين، طيلة ما يزيد عن عقد من الزمن، في تشييد سينما تليق بأهل المدينة”، مشيراً إلى أن “وظيفة المهرجان هي خلق ارتباط ثقافي بين جمهور المدينة والقاعة السينمائية”.

من جانبه، قال محمد بوزكو، مخرج ومنتج سينمائي، إن “ما تجب الإشارة إليه هو أن إحداث قاعات سينمائية هو من اختصاص الخواص”، معتبراً أن “الكرة الآن في ملعب أبناء المنطقة من المستثمرين، لاسيما في ظل تخصيص المركز السينمائي المغربي دعما لبناء أو إعادة تأهيل القاعات السينمائية”.

وبالنّسبة لبوزكو فإن تنظيم مهرجانات سينمائية في مدن لا تتوفر على قاعات للعرض “فيه إحراج للمستثمرين في المنطقة وللدولة التي يجب أن توفّر أيضاً قاعات لعرض الأفلام المشاركة في هذه التظاهرات”.

محجوب بن سي علي، إعلامي ومنتج سينمائي، يرى أن “الخطير في الأمر أن جميع هذه المدن كانت فيها قاعات سينمائية جميلة جدا في عهد الاستعمارين الفرنسي والإسباني لكن تم إقبارها”.

المسؤولية، حسب المنتج السينمائي ذاته، مشتركة بين القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى أن “المستثمرين المنتمين إلى القطاع الأخير في هذه المناطق، كالناظور والحسيمة، لا يتوفرون على عقلية الاستثمار في القاعات السينمائية التي يعتبرونها، والثقافة بشكل عام، أمرا ثانويا وغير مدر للربح”، مشددا على “ضرورة تدخل الدولة والوزارة الوصية على القطاع”.

وكان وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أعلن في نونبر الماضي عن قرب إحداث مشروع يتعلق بإنشاء 150 قاعة سينما في مختلف جهات المملكة، فيما تشير معطيات إلى استفادة جهة الشرق من 9 قاعات.

Exit mobile version