اختارت الفنانة المغربية الشابة هند النعيرة اقتحام عالم فن “كناوة” من بابه الواسع من خلال تأسيس فرقتها الخاصة وشروعها في الجولات الفنية والمشاركة في المهرجانات الكبرى، لتدخل غمار المنافسة مع كبار “معلمين” و”شيوخ” فن “تاكناويت” الذي كان في وقت سابق حكرا على الرجال.
وتسلحت ابنة عاصمة الرياح الصويرة بالموهبة والإرادة القوية لتترجم عشقها لفن كناوة على أرض الواقع، وتستطيع بصم اسمها في الساحة الفنية خلال مدة وجيزة.
وفي دردشة مع جريدة النهار تتحدث النعيرة عن بداياتها الفنية في عالم “كناوة”، وتقبل عائلتها فكرة دخولها هذا المجال، وقصة تعرضها للنصب، إضافة إلى مواضيع أخرى.
كيف كانت بداياتك في عالم فن كناوة؟.
بداياتي كانت سنة 2016. الجميع يعلم أن مدينة الصويرة معروفة بفن “كناوة”، وأنا واحدة من محبيه، لذلك دخلت في البداية من باب الفضول، واكتشفت هذا النمط الذي أعجبني كثيرا ورأيت أنني قادرة على العزف، فكان إحساسا جميلا وسحرني، لذلك قلت لما لا أقوم بتأسيس فرقتي الخاصة، لأن حضور النساء في هذا المجال قليل، فدخلت في تحد والحمد لله تفوقت فيه.
هل كان سهلا إقناع عائلتك ومحيطك بفكرة احترافك هذا الفن؟.
صراحة لم يقبلوا في أول الأمر، وكانوا خائفين علي قليلا، لأن هذا المجال كان حكرا على الرجال، لكن بعدما رأوا أن الموسيقى أمر جميل وليس طريقا يؤدي إلى الانحراف، وشاهدوا اجتهادي وتكويني فرقتي الخاصة، تقبلوا الأمر ونال استحسانهم في ما بعد.
هل حظيت بالترحاب كفتاة في نمط كان حكرا على الرجال؟.
صراحة هناك إقبال كبير من شباب “كناوة” وعموم الناس، لكن ليس بشكل كلي، فهناك من لم يتقبل؛ وفي النهاية طبعا لن يحبك الجميع.
لكن أغلب الناس يشجعوني، وكذلك كبار “معلمين كناوة” لم أتلق منهم أي سوء، بل دائما هناك دعم منهم وتعاون معي… تقاسمت العمل مع “معلمين” مرموقين ومشهورين في هذا الفن.
ما حقيقة تعرضك للنصب في إحدى التظاهرات الفنية بمدينة أكادير مؤخرا؟.
صراحة أنا أزور مدينة أكادير دائما، ومنذ بداياتي أكن معزة كبيرة لها وأحيي فيها مجموعة من السهرات والحفلات، ولم يسبق أن تعرضت فيها للنصب.
لكن مؤخرا قبل عيد الأضحى تواصل معي مكلف بإحدى التظاهرات الفنية من أجل الاشتغال معه، فوضعت فيه الثقة دون التوقيع على عقد عمل، مع أنني أحرص على ذلك دائما، فقبلت العرض ومر الحفل الذي أحييته في ظروف ممتازة، وفي نهاية المطاف فوجئت بأنه أعطاني شيكا فارغا، فعندما ذهبت للبنك وجدت أن الحساب ليس فيه مال.
هل قمت باللجوء إلى القانون من أجل الحصول على مستحقاتك؟.
إلى حدود الساعة لم أتوصل بمستحقاتي، وقد شرحت الأمر لفرقتي، ثم سلكت الإجراءات القانونية لأنني أملك الوثائق كاملة، وأتمنى ألا يتكرر معي هذا الأمر مستقبلا، لأن الفنان يضحي بوقته وماله الخاص…
كلمة أخيرة
شكرا لكل من يحبني داخل وخارج المغرب، وأنا دائما معكم، وإن شاء الله سيكون كل الخير مستقبلا.