“رحلة” ابن بطوطة تفتح شراكة بين أكاديمية المملكة وجامعة محمد السادس

مسرحية موسيقية تتبعت خطوات الرحالة المغربي ابن بطوطة عبر دول القارة الإفريقية والعالم الإسلامي والجزر وصولا إلى الهند والصين ومرورا بالأندلس، افتتحت باب الأنشطة المشتركة بين أكاديمية المملكة المغربية وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير، عقب توقيع اتفاقية شراكة بين المؤسستين، ليل أمس الجمعة.

“رحلة”

بدارجة مغربية رفيعة رافق الفنان فريد الركراكي الجمهور عبر محطات من رحلة ابن بطوطة شفاهة، وأعد “الجوق السمفوني العربي” المرافقة الموسيقية الأنسب لكل محطة من المحطات التي سعت إلى محاكاة فضائها أو زمنها أو طابعها أو تمثل عنها راقصات وراقصو “باليه المغرب”، بمسرح جامعة بنجرير.

كانت محطة الانطلاق من “طنجة العالية”، التي انطلق ابنها ليكتشف وهو في سن الـ22 “غرايْب لْمصارْ وعْجايْب لْسْفارْ”، ومن ثمة إلى أرض الحضارة الفرعونية، والحجاز، والعراق، والهند، وجزر المالديف، والصين، ومالي، والأندلس…

كل من هذه المحطات ترافقها رقصة ولباس وموسيقى، مثالا عن حنين إلى مسقط الرأس، أو شدة وطأة الطاعون الأسود، أو إشارة إلى حياة مزواج مفارق للأهل، أو أهوال الإبحار، أو مكانة فاس علما وتعلما وحضارة بين العالمين في ذاك الإبان.

رحلة ابن بطوطة، هنا، رحلة بطل مغربي مسلم لم تنقطع صلته بأرضه، فاستمرت بذلك حكايته بمراكش التي حضر صوتها ببنكرير، وبالأقاليم الجنوبية للمملكة التي تستكمل مع باقي جهات البلاد تاريخا مشتركا ضاربا في الأصالة متطلعا للحفظ والتنمية والتجديد.

محاور الشراكة

توجت هذه المسرحية الموسيقية شراكة وقّعها بمبنى جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير، عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، وهشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس، بعد محطات تعاون سابقة؛ من بينها ندوة دولية حول “ماتيس والمغرب” وإقامة فنية مع التشكيلي حسان بورقية استفاد منها طلبةٌ.

وتروم هذه الاتفاقية إغناء الجهة الجنوبية بالمغرب، عبر إقامات خاصة بالطلبة المحليين، والتعريف بالغنى الثقافي للمملكة والقارة الإفريقية عبر أنشطة علمية وأكاديمية، وتثمين التراث المحلي بإشراك الفاعلين المحليين الجهويين بتنظيم أنشطة فنية، وحماية وتنمية التراث الثقافي المادي وغير المادي.

ومن أهم محاور الشراكة الجديدة تنظيم أنشطة ثقافية مشتركة تشجع الإبداع تستهدف الجامعيين والطلبة والمجتمع المدني، شهريا، لضمان “برمجة ثقافية غنية ومنتظمة، طيلة السنة الأكاديمية”؛ ومن بينها المحاضرات العلمية والأكاديمية، والأنشطة الثقافية مثل العروض الفنية لإغناء المتفرج ثقافيا، والإقامات الفنية التي تمكن الفنانين من الحضور بالحرم الجامعي والإبداع مع الطلبة.

وقال حفل افتتاح توقيع الشراكة بين المؤسستين إنها ثمرة “سعينا المشترك إلى الحفاظ والتعريف بالتراث المغربي الغني (…) بناء على قيم أخلاقية واحترام للتقاليد، واهتمام بالمستقبل أيضا باستعمال تقنيات متطورة لرقمنة تراثنا وتنميته (…) والاحتفاء به، وحفظه، ونقله إلى الأجيال المستقبلية”.

Exit mobile version