إسرائيل توسع العمليات العسكرية في غزة

يوسع الجيش الإسرائيلي الإثنين عملياته في قطاع غزة، حيث يتزايد عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين وسط مؤشرات جديدة على تمدد النزاع في المنطقة، مع تسجيل حوادث في نهاية الأسبوع المنصرم في العراق والبحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري مساء الأحد إن “الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد حماس في كل أنحاء قطاع غزة”، مضيفا: “الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لحماس”.

ويشن الجنود الإسرائيليون هجوما بريا منذ 27 أكتوبر في شمال غزة، حيث سيطروا على مناطق عدة. ومنذ استئناف القتال الجمعة بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعا مع حركة حماس ركز الجيش بشكل أساسي على الضربات الجوية.

وليلا أسفرت غارة على مدخل مستشفى كمال عدوان شمال غزة عن سقوط عدد من القتلى وفق وكالة الأنباء الفلسطينية وفا. واتهمت حكومة حماس في بيان الجيش الإسرائيلي بارتكاب “انتهاك خطير” للقانون الإنساني الدولي.

ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي على الفور إن كان قصف محيط المستشفى ردا على اتصال من وكالة فرانس برس. وتتهم إسرائيل حماس بإقامة مراكز في المستشفيات أو تحتها واستخدام المدنيين دروعا بشرية.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 15523 قتيلا، 70 في المائة منهم نساء وأطفال، منذ بدء حملة القصف المدمر التي باشرتها إسرائيل في 7 أكتوبر ردا على هجوم غير مسبوق لحماس داخل أراضيها، متعهدة بـ”القضاء” على الحركة.

وفيما تواصل حصيلة الضحايا الارتفاع منذ انتهاء الهدنة، قال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إنه أمكن خلال الساعات الماضية انتشال 316 قتيلا و664 جريحا فقط من تحت الأنقاض ونقلهم إلى المستشفيات، لكن كثيرين آخرين مازالوا تحت الأنقاض.

وقتل من الجانب الإسرائيلي 1200 شخص معظمهم مدنيون قضوا بغالبيتهم في اليوم الأول من الهجوم وفق السلطات الإسرائيلية. كما احتجز مقاتلو حماس 240 شخصا رهائن واقتادوهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأفاد الجيش، الإثنين، عن مقتل خمسة جنود، ثلاثة منهم الأحد، منذ انتهاء الهدنة الجمعة.

 10 آلاف ضربة جوية

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه شن حوالي عشرة آلاف ضربة جوية منذ بداية الحرب.

وفي جنوب قطاع غزة استهدفت ضربات مكثفة منذ الجمعة مدينة خان يونس ومحيطها، حيث يحذر الجيش الإسرائيلي يوميا السكان عبر منشورات يلقيها جوا على بعض الأحياء من “هجوم رهيب وشيك”، داعيا إياهم إلى المغادرة.

والأحد أظهرت لقطات صورتها وكالة فرانس برس سكانا يفرون من المدينة مشيا أو في عربات أو سيارات كدسوا مقتنياتهم على سطحها.

وتعاني مستشفيات جنوب القطاع فوضى في ظل تدفق أعداد كبيرة من الجرحى تفوق قدرتها الاستيعابية، فيما نفدت مخزونات الوقود فيها لتشغيل مولدات الكهرباء.

وفي مستشفى ناصر بخان يونس، وهو الأكبر في جنوب القطاع، تُنقل بعد كل عملية قصف أعداد كبير من الجرحى والقتلى من دون أن يتمكن أحد من تحديد هويتهم.

وفي هذا المستشفى عبّر إيهاب النجار، وهو من أبناء المنطقة، عن غضبه قائلا: “كنت عائدا إلى منزلي في بني سهيلا. سمعنا صوت ضربة (صاروخية) ونزل (الصاروخ) على المنزل … هناك شهداء وإصابات في منتصف الشارع”، وأضاف: “صغار، نساء، وشباب، ما ذنبهم ليلقى بهم في الشوارع؟ اشعروا بنا يا عرب…”.

وقال الناطق باسم منظمة “يونيسف” جيمس إلدر من مستشفى ناصر: “يخونني التعبير لوصف الفظائع التي تطال الأطفال هنا”؛ وكان كتب في وقت سابق على منصة إكس: “أرى أطفالا يصلون بأعداد كبيرة بين الضحايا”.

وفي فيديو نشره الجيش الأحد قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، خلال تفقده جنود الاحتياط، إن الجيش يواصل عملياته في جنوب قطاع غزة “بالقدر نفسه من القوة والنتائج” كما فعل في الشمال.

كما شن الجيش الإسرائيلي باكرا صباح الإثنين عمليات في عدة قطاعات من الضفة الغربة المحتلة، ولاسيما في جنين، حيث انتشرت حوالي ثلاثين آلية عسكرية، وفق ما أوردت وكالة وفا.

وفي الغضون قالت السلطات التايلاندية إن الرهائن التايلانديين الستة الذين احتجزتهم حماس لأسابيع عدة في قطاع غزة من المقرر أن يصلوا إلى بلادهم الإثنين.

 العراق واليمن

وحذرت الولايات المتحدة إسرائيل من ارتفاع عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة، من دون أن تشكك في حق حليفتها في “الدفاع عن نفسها”.

وقالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، التي تشارك في مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ (كوب28) في دبي: “قُتل عدد كبير جدا من الفلسطينيين الأبرياء. على إسرائيل فعل المزيد لحماية المدنيين الأبرياء”.

كما أن للحرب بين إسرائيل وحماس عواقب على الولايات المتحدة التي لاحظت زيادة في الهجمات ضد جنودها وقواعدها وحلفائها في الشرق الأوسط، باستثناء فترة الهدنة التي استمرت أسبوعا.

وأعلنت واشنطن أن مدمرة أميركية أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة، وذلك خلال تقديمها الأحد الدعم لسفن تجارية في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن، منددة بـ”تهديد مباشر” للأمن البحري.

وكان المتمردون الحوثيون الموالون لإيران في اليمن أعلنوا في وقت سابق الأحد أنهم نفذوا “عملية استهداف لسفينتين إسرائيليتين في باب المندب”، الممر البحري الإستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، موضحين أن ذلك أتى على خلفية الحرب في غزة.

كما قتل خمسة عناصر على الأقل من فصيل عراقي موالٍ لإيران منضوٍ في الحشد الشعبي بـ”ضربة جوية” مساء الأحد في محافظة كركوك، وسط تأكيد مسؤول عسكري أميركي تنفيذ ضربة “دفاع عن النفس”.

Exit mobile version