تهمة الإرهاب تلاحق مهاجما بالسكين بباريس

يمثل منفّذ هجوم بالسكين ومن ثم بالمطرقة وقع مساء السبت قرب برج إيفل في باريس أمام المحققين، غداة اعتداء أسفر عن مقتل سائح شاب وجرح اثنين آخرين.

وأوقف المهاجم، ويدعى أرمان راجابور مياندواب، وهو فرنسي يبلغ 26 عاما مولود لأبوَين إيرانيَين، بعيد الاعتداء وأودع الحبس الاحتياطي.

ويعقد المدعي العام لمكافحة الإرهاب جان-فرنسوا ريكار مؤتمرا صحافيا وفق النيابة العامة لمكافحة الإرهاب المكلفة التحقيق.

ومن المقرر أن ترأس رئيسة الوزراء إليزابيت بورن اجتماعا أمنيا عصرا، وأكدت أن البلاد “لن تستسلم للإرهاب”.

وجرت الأحداث السبت نحو الساعة 21,00 (22,00 ت غ) في الموقع السياحي القريب من جسر بئر حكيم الذي يربط بين ضفتي نهر السين.

وفي بادئ الأمر طعن المهاجم سائحا يبلغ 23 عاما يحمل الجنسيتين الألمانية والفيليبينية؛ من ثم هاجم رجلين آخرين بمطرقة، ما أدى إلى إصابتهما بجروح طفيفة، وهما فرنسي يبلغ 60 عاما وبريطاني يبلغ 66 عاما وأصيب في عينه، بحسب النيابة العامة لمكافحة الإرهاب.

وندّدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الأحد بالواقعة التي وصفتها بأنها “جريمة شنيعة”.

في موقع برج إيفل الأحد كان السياح يتنزهون في أجواء هادئة، والبعض منهم لم يسمع بالهجوم الذي وقع السبت، لكن كل من تحدثوا إلى وكالة فرانس برس أكدوا أنهم غير قلقين على أمنهم.

وأوقفت قوات إنفاذ القانون المهاجم بعيد فعلته.

وتم تداول تسجيل فيديو من دون صوت على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر شرطيين بصدد اعتقال رجل يرتدي ملابس سوداء ووجه مخفي جزئيا، ثم يتراجع للابتعاد عنهم في الشارع ملوحا بمطرقة.

وقال رئيس بلدية الدائرة 15 في العاصمة الفرنسية، فيليب غوجون، في تصريح لفرانس برس، إن المهاجم قال للشرطيين لدى محاولتهم اعتقاله إنه يحمل حزاما ناسفا، لكنه لم يكن كذلك.

والمشتبه فيه معروف بتطرفه ومعاناته من اضطرابات، وقد ردد “الله أكبر” عند حصول الوقائع، وفقا لمصدر في الشرطة.

– فرنسا “متواطئة” –

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن المهاجم قال لعناصر الشرطة الذين اعتقلوه إنه “لم يعد يمكنه تحمل موت المسلمين في أفغانستان وفلسطين”، وإن فرنسا “متواطئة في ما تفعله إسرائيل” في قطاع غزة.

وأشار مصدر أمني لفرانس برس إلى إن المحققين سيبحثون في السجل الطبي لمنفّذ الهجوم، وهو رجل “يعاني من حالة عدم استقرار، وسهل التأثير عليه”.

وقال مصدر في الشرطة في حديث لفرانس برس: “هل تمت مراقبته طبيا كما كان ينبغي؟ هذا سؤال يطرح نفسه”.

وأوضح وزير الصحة أوريليان روسو الأحد أنه أخضع “لمتابعة” نفسية من دون أن يدخل المستشفى.

وفي فرنسا نحو 5200 شخص معروفون بالتطرف، بما في ذلك 1600 شخص تتم مراقبتهم بشكل خاص من قبل المديرية العامة للأمن الداخلي، وفقا لمصدر داخل الاستخبارات أوضح أن 20 بالمائة من هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم خمسة آلاف يعانون من اضطرابات نفسية.

وكان هذا الرجل أوقف سابقا في 2016 من قبل المديرية العامة للأمن الداخلي بتهمة التخطيط لعمل عنيف في حي الأعمال “لاديفانس” على أطراف غرب باريس، وحكم عليه بالسجن خمسة أعوام، قضى منها أربعة، بحسب المصدر نفسه.

وكان أرمان راجابور مياندواب يعيش مع والديه في منطقة إيسون وفقا لوزير الداخلية، وقد نشر شريط فيديو على الشبكات الاجتماعية أعلن فيه مسؤوليته عن هجومه، حسبما أكدت مصادر شرطية وأمنية لفرانس برس. وفي الفيديو، يتحدث المهاجم عن “الأحداث الجارية، وعن الحكومة ومقتل مسلمين أبرياء”، حسب مصدر أمني.

ويأتي الهجوم بعد أقل من شهرين على هجوم وقع في أراس شمالي فرنسا، وأودى بحياة مُدرّس. ووُضعت فرنسا في حال تأهّب لـ”هجوم طارئ” وقررت الحكومة نشر 7 آلاف جندي في الداخل بعد هجوم أراس الذي وقع منتصف أكتوبر، وفي مواجهة خطر انعكاس الحرب بين إسرائيل وحماس توترا على أراضيها.

ويذكّر هجوم السبت بهجمات سابقة في العاصمة الفرنسية.

ففي مايو 2018 قتل رجل فرنسي من أصل روسي وُلد في الشيشان أحد المارة بسكين، وأصاب أربعة قبل أن تقتله الشرطة. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.

وفي فبراير 2017 هاجم رجل مصري جنودا قرب متحف اللوفر في باريس وهو يصيح “الله أكبر”، وحكم عليه في يونيو 2021 في باريس بالسجن 30 عاما.

Exit mobile version