هو مبدع تمرد على قواعد السينما، عشقه للسينما والفن جعله يسلك على مدار ربع قرن من حياته الفنية مشوارا استثنائيا صنف على إثره من رواد السينما المغربية الذين أغنوا خزينة الفن السابع بالمملكة، الإبداع الكبير والاسم واحد المخرج والكاتب والممثل فوزي بنسعيدي.
في حوار خاص مع جريدة النهار على هامش تكريمه ضمن فعاليات الدورة العشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يتحدث فوزي بنسعيدي عن طعم ثقافة الاعتراف ببلده، وحضور الإنتاجات المغربية في التظاهرات العالمية، ورأيه في الصناعة السينمائية المغربية اليوم ومواضيع أخرى.
كرمت ضمن فعاليات الدورة العشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بعد تتويجات عالمية، فكيف شعرت عندما جاء الاعتراف في بلدك؟
تكريمي في مراكش والاعتراف الكبير جدا من مهرجان كبير يتموقع عالميا له طعم خاص؛ لأن هذا اعتراف داخل المغرب.. أفلامي كلها صورت بالمغرب، ويقال إنها تحمل رسائل حب للبلد ولأناسه. لذلك، فإن التكريم كان له وقع خاص جدا علي شخصيا.
بين الماضي والحاضر، كيف حال الصناعة السينمائية المغربية اليوم؟
السينما المغربية بخير؛ لأن هناك جيلا جديدا يأتي ويؤكد الآمال التي عقدت عليه عندما كان يصنع أعماله القصيرة. وهذا الجيل بالنسبة لي جاء كاستمرار لجيلنا نحن الذي انطلق في بداية الألفية، وهذا مؤشر جيد جدا؛ فلم نكن حالة استثنائية، وانتهت الآن. نحس بوجود استمرارية، وهناك منذ عشرين سنة رغبة في تطوير السينما بالمغرب، سواء من ناحية المركز السينمائي المغربي والمهرجانات والمعاهد السينمائية. وهذا كله أعطى دفعة، ومكّن الآن من وجود استمرارية.
في نظرك، ما سر الحضور القوي للأعمال المغربية في التظاهرات السينمائية العالمية خلال السنوات الأخيرة؟
صراحة، هذا راجع إلى الناس التي تشتغل؛ فيمكن أن تتوفر الإمكانيات، لكن الأعمال والأفلام تبقى مسؤولية المخرجين والسينمائيين، وما يقع الآن معناه أن الناس تشتغل بتفانٍ وجدية، وأن هناك طاقات ومواهب.. وفي نهاية المطاف يمكن أن تتأخر الأشياء، وتأخذ وقتا؛ لكن نصل إلى أن الأشياء تستحق أن يشار إليها.
بكل أسف، هناك أناس يغادرون الحياة ولا يتم الاعتراف بهم إلا عند مماتهم. وهذا يقع في جميع المجالات، وليس فقط في السينما؛ ولكن الجميل أن تحدث الأشياء والاعتراف بالسينما المغربية موجود.. والآن يبقى السؤال المهم هو الاستمرار ومن يشتغل على إكمال المشوار والعمل لكي تأتي أجيال أخرى من الشباب وتستمر القصة.
ما هي النصيحة أو الرسالة التي يمكن أن توجهها إلى المخرجين الشباب في بداية مسارهم؟
سأقول لك سرا، صراحة لا أحب تقديم النصائح لأحد لأنه لا توجد؛ ففي الفن يجب على الإنسان أن يشتغل بما يملك.. وبالعكس، أعتقد أنه ما يجب على الإنسان أن يحافظ عليه هو عدم تضييع شخصيته وأسلوبه وإبداعه؛ فالفنان والسينمائي بشكل عام يجب عليه الاستمرار في طريقه والإيمان بالأشياء التي تنبعث منه، لأن الفن لا يصحح.
كيف كانت تجربة المشاركة كممثل في فيلم “أبي لم يمت” لعادل الفاضيلي؟
عادل الفاضلي صديق، وعندما اقترح علي العمل كنت سعيدا بالاشتغال معه؛ لأنه يشتغل بحب وبوفاء، ويعطي كل شيء لفيلمه، ورأيت طريقة تعامله وتركيزه على فيلمه مع تقديمه كل الإمكانيات الممكنة.
وصراحة، المشاركة معه قوّت أكثر علاقتنا وجعلتنا نكون أقرب، ونقتسم جانبا آخر، وعلاقتنا في التصوير كانت جميلة جدا ومؤثرة، وهو مخرج متمكن من أدواته يسير في طريقه بعد انطلاقه في الفيلم القصير ويواصل شق المشوار.
ما مشاريعك الفنية الجديدة؟
هناك مشاريع؛ لكنني أتحفظ الآن عن الكشف عنها، لأنني ما زلت في مرحلة الاشتغال.. وعندما يأخذ العمل شكلا سأعلن عنه.
كلمة أخيرة
شكرا جريدة النهار على هذا اللقاء، وشكرا لكل الجمهور المغربي على المتابعة.