اهتمام بالتصوف الإسلامي وإشعاعه الروحي والثقافي بعيون مغربية، ضمه أحدث أعداد فصلية “المناهل” الصادرة عن وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وفيما يقرب من 500 صفحة يمكن قراءتها رقميا، يضم العدد الثامن بعد المائة دراسات عن الفن والتصوف، والجمال وفتنة الرؤية الصوفية، والأفق الصوفي وممكنه المفتوح، والمكانة العرفانية للوجود الإنساني، والمدرسة الشطحية والعلم الحضوري، وتجليات القداسة والسلطة في الولاية الصوفية، والتصوف وسياسة المعمورة، وشرعية العرف الصوفي، والكتابة الصوفية بين خصوصية التجربة ومشكلات التواصل، والأدب الصوفي المغربي، والخطاب الصوفي وبلاغة السر، وجعل العرفان سردا.
كما ترد فيه دراسات عن الموسيقى في رحاب الصوفية، والكيمياء والعرفان، وبدايات الفكر الصوفي في الغرب الإسلامي انطلاقا من مثال ابن مسرة الجبلي، وأثر التصوف المغربي في الفلسفة الإسلامية، وحدود الإبداع في الفكر الصوفي المغربي الحديث، وفي الحاجة إلى تاريخ للعقليات الدينية بالمغرب، ووقوف عند مثال عن مصنفات التراجم الصوفية في التراث المغربي.
وكتب عبد الحق منصف، منسق الملف، أن المغرب “أحد المجتمعات الإسلامية الرائدة في احتضان ورعاية الفكر والثقافة الصوفية وتعزيز إشعاعها الحضاري”، ويحمل “موروثا ثقافيا واجتماعيا عريقا في التصوف بمختلف توجهاته”، وهو “أحد المجتمعات الفاعلة حاليا في المحافظة على الموروث الثقافي الصوفي وإشاعة قيمه الروحية والاجتماعية بين المجتمعات الأخرى”.
ويأتي هذا الملف من أجل “توضيح الصورة أكثر أمام الباحثين الشباب والمهتمين والفاعلين الثقافيين ومؤسسات ومراكز البحث، بغاية تنشيط البحث وتعميقه حول ذلك الإشعاع وهذه الأدوار في تعزيز التشبع بالروحانية الصوفية بتنوع تجلياتها في زمن هيمنة ظواهر العولمة الاقتصادية والتكنولوجية، وتنامي التوجهات التي تدعو إلى حماية الثقافات المحلية والوطنية والمحافظة على الرأسمال اللامادي للشعوب وانفتاحها الثقافي على بعضها البعض”.