بعد سنوات الجفاف.. التساقطات تنعش آمال الفلاحين في تحقيق “موسم مثمر”
نزلت التساقطات المطرية التي شهدتها مختلف مناطق البلاد أمس الجمعة بردا وسلاما على الفلاحين المغاربة، فاتحة باب الأمل من جديد في تحقيق موسم فلاحي جيد ينسيهم خيبات السنوات المتعاقبة من الجفاف.
وضجت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديوهات تبين التساقطات المطرية التي عرفتها العديد من المدن والأقاليم، سواء بشمال أو وسط وشرق المملكة، مهللة ومستبشرة خيرا بالأمطار التي ظلت تتطلع إليها عيون المغاربة لأسابيع طويلة.
وعبر محمد بن جلول، أحد الفلاحين بمنطقة الغرب، عن سعادته بالأمطار التي شهدها الإقليم أمس، وقال: “الحمد لله، جاءت في وقتها، ونرجو الله أن يزيدنا من فضله وتعم جميع أرجاء البلاد”.
وأضاف بن جلول، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن “وقت الزرع مازال مفتوحا، ومن لم يزرع عليه أن يبادر وربنا رحيم بالعباد”، مؤكدا أن الفلاحين، مع توالي سنوات الجفاف، “باتوا يخافون من الخسارة المتكررة ويمتنعون عن الزرع قبل الأمطار”.
وأفاد المتحدث ذاته، الذي يحترف زراعة الحبوب وتربية الماشية، أن الأمطار المسجلة ستنعش “الحقول المزروعة بشكل مبكر بعدما بدأت تظهر عليها علامات التأثر بالعطش والبرد”، مبرزا أن “الفصة والمراعي ستكون أكبر مستفيد من هذه الأمطار، وستعود بالنفع على أصحاب المواشي”.
وأوضح بن جلول أن الأمطار المسجلة ستساعد مربي الماشية على التخفيف من “عبء مصاريف وتكاليف الأعلاف المرتفعة، وستنضج الفصة والعشب لضمان الكلأ طيلة الأسابيع والأشهر المقبلة”.
في المقابل، سجل فلاحون من منطقة الرحامنة أن التساقطات التي عرفتها البلاد أمس الجمعة نزلت بكميات قليلة جدا في منطقتهم، مؤكدين أن “لا شيء تغير بالنسبة إليهم”، معبرين عن أملهم أن تعرف المنطقة تساقطات بكميات مهمة وكافية في الأيام المقبلة.
وقال عبد الرحيم السملالي، أحد أبناء إقليم بنجرير، لجريدة النهار: “مازلنا نرجو رحمة الله أن تصل الأمطار وتعم المنطقة؛ فالوضع صعب ولم يتغير فيه شيء حتى الآن”، مستدركا بأن “القطرات التي سجلت أمس الجمعة فتحت باب الأمل أمام السكان الذين لا يفترون عن الدعاء طلبا للمطر والرحمة”.
وأضاف السملالي أن “سنوات الجفاف المتوالية أثرت بشكل كبير على المنطقة وسكانها. نرجو من الله أن يرحمنا ويرزقنا من فضله حتى لا تتكرر معاناة الصيف الماضي الذي واجهتنا فيه صعوبات كبيرة”.
وختم المتحدث ذاته متسائلا: “إلى متى سنظل نعاني من شح المياه والاعتماد على التساقطات التي لا تأتي إلا بعد سنوات من الغياب؟”، وطالب المسؤولين بالتفكير في حلول ناجعة من أجل التغلب على التحديات التي تواجهها المنطقة بسبب التغيرات المناخية، وتوفير المياه اللازمة لضمان استغلال المساحات الشاسعة من الأراضي التي أحالها الجفاف على “التقاعد”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News