حلت الممثلة الفلسطينية الشهيرة هيام عباس ضيفة على المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ضمن فعاليات دورته العشرين، حيث تشارك رفقة نجلتها لينا سوالم بشريط “باي باي طبرية” ضمن المسابقة الرسمية للتظاهرة إلى جانب ثلة من الأفلام السينمائية الطويلة.
وفي حوار مع جريدة النهار، تتحدث هيام عباس، صاحبة المشوار الفني الطويل، عن فيلمهما الوثائقي والتعامل مع نجلتها كمخرجة لرصد قصة حياتها، إضافة إلى دعم المغاربة للقضية الفلسطينية ومعايير انتقائها الأعمال التي تقدمها بعد تألقها على المستوى العالمي.
ماذا تمثل لك المشاركة في الدورة العشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش؟
هذه أول مشاركة لفيلم “باي باي طبرية” في مسابقة عربية في المهرجانات؛ فالكثير من التظاهرات العربية، كما نعرف، أغلقت أبوابها أو أجلت بسبب الظروف الحالية.. لكننا سعداء كثيرا باستمرار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، واستطاعتنا الحضور من هذا المنبر من أجل تقديم شريطنا ومشاركة الجمهور المغربي معه.
كيف كانت تجربة العمل مع ابنتك لينا سوالم وراء الكاميرا كمخرجة؟
الفرق الكبير ليس أن المخرجة ابنتي فقط؛ لكنني لا ألعب شخصية إنما أجسد نفسي وتطرح علي أسئلة أنا مجبرة من خلالها على الانفتاح وسرد أشياء خاصة.. وطبعا لم يكن هذا الأمر في البداية سهلا؛ لأنني أفضل تمثيل دور بدل الحديث عن حياتي الشخصية.. لكنني فهمتُ، في لحظة معينة ومع التحضيرات التي قامت بها، أن الفيلم ليس عني فقط كممثلة إنما أنا جزء من لغز كامل تركبه “لينا” مع نساء أخريات في عائلتي بهدف تمرير رسالتها.
وعندما فهمت كل هذه الأمور أصبح الأمر أهم من علاقة أمّ بنجلتها؛ بل علاقة إنسانية لفلسطينية تحاول وضع نساء داخل تجربتهن وداخل أشياء حرمن منها من أجل منعهن من النسيان.
كيف استقبلتما التفاعل الكبير للجمهور المغربي خلال عرض الشريط ورفع شعارات التضامن مع القضية الفلسطينية؟
حقيقة الأجواء كانت حميمية، ومن الجميل أن يرى الإنسان تفاعل الشعب المغربي وتضامنه مع الشعب الفلسطيني عن طريق الأعمال السينمائية التي نشارك فيها؛ فنحن كفلسطينيين محرومون من أشياء عديدة تصير عندنا.. لكن على الأقل على الصعيد الإنساني والفني والتعامل بين الأشخاص والشعوب دائما هناك إحساس بالتضامن والاهتمام بالأعمال الفلسطينية.. وهذا ما لمسناه بقوة، وتأثرت أنا وابنتي بهذه التجربة في المغرب والاستقبال الجميل المغاربة.
في نظرك، هل استطاعت السينما العربية، اليوم، مواكبة التطور العالمي وبصم اسمها؟
نعم، أكيد؛ فهناك أعمال تصنع منذ زمان في دول عربية وتصل إلى تظاهرات كبرى.. واليوم في “السوشل ميديا” نقوم بحملات إعلانية كبيرة لتمرير الرسائل التي نرغب بها؛ فمثلا فيلم “باي باي طبرية” يمثل فلسطين في الأوسكار.. وهذا ليس أمرًا بسيطا، ويدل على أننا نتخطى الحدود الذاتية والمحلية، ونصعد إلى محطات عالمية يحضرها الناس ويشاهدون أعمالنا.
فيلم ابنتي لينا سيتجول في مجموعة من المهرجانات العالمية، وإن شاء الله ستكون هذه بداية شق طريقه.
بعد مشوار فني طويل، ما هي المعايير التي تعتمدينها في اختيار الأعمال المطروحة عليك؟
هذا السؤال الذي أعتبره دائما صعبا بالنسبة لي؛ لكن يمكنني القول إن أهم شيء بالنسبة لي أن أرتبط بالقصة أولا، وبعد ذلك الشخصية، ثم المخرج، فإذا انكسر شيء مما سبق يكون صعبا عليّ الاشتغال.
حصلت معي، من قبل، أنني اشتغلت مع أناس لم نكن متقاربين؛ لكن كنت مجبرة لأنني أعطيت وعدا بتنفيذ العمل فعلي أن أكمله.. وإذا لم تعجبني القصة لا أكمل حتى لو كان دوري جميلا.
في مرات، المعايير تقف على مواقف ومحلات معينة والأشياء التي يجب أن يقدمها للجمهور؛ فمثلا هناك أفلام شاركت فيها بهوليوود وكانت تجربة مع مخرج كبير العالم كله يحلم بالاشتغال معه فإذا عرض علي دورا صغيرا آخذه، لأن الأمر يتعلق كذلك بقصة تجربة معينة وهنا يقع اختلاط في المعايير.
كلمة أخيرة
شكرا جزيلا لكم على تضامنكم مع السينما الفلسطينية، وإن شاء الله نبقى دائما على اتصال وتواصل عن طريق الأعمال الفلسطينية.