هل بات المغرب قريبا من تحقيق حلم البلد الطاقي؟ سؤال يتجدد طرحه بقوة كلما خرجت أنباء تفيد أن اكتشافات الغاز الطبيعي، التي يعلن عنها بين الفينة والأخرى، شارفت على البدء لإخراج ما تحويه من إنتاج تهفو إليه قلوب وعيون المغاربة قبل اقتصادهم.
ويأتي هذا الشعور بعد إعلان الشركة البريطانية “Chartio Engert” عن حصولها على موافقة تقييم الأثر البيئي بخصوص حقل “أنشوا” المقابل لساحل مدينة العرائش، الذي يعد أحد أهم الحقول المكتشفة في عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي التي تعرفها البلاد، ويقدر معدل إنتاجه السنوي بمليار متر مكعب.
وتفيد توقعات الشركة البريطانية أن “أنشوا” يتوفر على إمكانيات مهمة، وأنه يرتقب بدء عملية إنتاج الغاز من شواطئ العرائش خلال سنة 2024، بعدما عدت الشركة الموافقة على تقييم الأثر البيئي خطوة مهمة في تطوير مشروع استخراج الغاز من سواحل العرائش.
#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;}
وأوضحت الشركة أن هذه الموافقة صالحة لمدة “خمس سنوات وتغطي جميع جوانب التطوير، بما في ذلك الآبار المستقبلية والبنية التحتية ومشروع الربط بخط الأنابيب المغاربي ـ الأوروبي”.
وفي تعليقه على الأنباء القادمة من سواحل شمال المملكة، دعا أمين بنونة، الخبير في مجال الطاقة، إلى التعامل بحذر كبير مع هذه المعطيات، مشيرا إلى أن التكهنات التي تتحدث عن بداية استخراج الغاز الطبيعي من سواحل العرائش بدءا من السنة المقبلة “لن تغير الكثير”.
وأفاد بنونة، في حديث مع جريدة النهار الإلكترونية، أن حاجيات المغرب تمثل 1.1 مليار متر مكعب، ويمكن أن تغطيها الكميات المستخرجة من الحقول المتفرقة في البلاد في أفق الثلاث سنوات المقبلة، قبل أن يستدرك قائلا إن حاجيات المملكة تبقى “أكبر بكثير من هذا الرقم باحتساب كميات الفحم والفيول الكبيرة المستعملة في القطاع الصناعي”.
وأكد أنه في ظل غياب تقديرات بأرقام مضبوطة عن حجم المخزون في الاكتشافات والآبار التي يعلن عنها، يبقى الأمر مبهما، مضيفا أنه دون الحديث عن اكتشاف احتياطيات تقدر بعشرات المليارات من الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي لا يمكن توقع أي تحولات كبيرة.
وحاولت جريدة النهار الإلكترونية التواصل مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة للحصول على معطيات أكثر حول الموضوع، إلا أنها لم تتوصل بأي شيء حول الموضوع.
وتفيد التوقعات أن النتائج المتوقعة بخصوص بئر “أنشوا” بسواحل العرائش قد تفتح الباب أمام طموح المملكة للوصول إلى اكتشافات جديدة في المستقبل، وتعزيز جهود التنقيب وتسريعها من أجل تحقيق الحلم الذي تشتغل عليه البلاد منذ عقود من الزمن.
وكانت المعطيات الرسمية تفيد أن معدل الحفر في المملكة لا يتعدى 0.04 بئر لكل 100 كلم مربع، وهو رقم ضعيف بالمقارنة مع المعدل العالمي الذي يصل إلى 10 آبار لكل 100 كلم مربع.