مهرجان مراكش يحتفي بالمخرج بنسعيدي.. مبدع يتمرد على قوالب السينما
احتفاء بعطاء وإبداع فنّانين من مختلف بقاع العالم، وتكريسا لثقافة الاعتراف بأسماء بصمت السينما المغربية، كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته العشرين، مساء الأربعاء، المخرج المبدع والكاتب والسيناريست المغربي فوزي بنسعيدي.
وقالت الإعلامية المغربية نبيلة الكيلاني إن فوزي بنسعيدي مبدع مغربي مسيرته تمتد لأزيد من 25 سنة، ورائد اختار لنفسه مسارا خاصا تألق من خلاله بواقعيته ومزج ببراعة الأجناس السينمائية باستعمال حوارات على ورق مقوى والإشارة إلى شخصيات كرتونية.
وأضافت أن بنسعيدي “وصف بباستر كيتن المغربي وشبه بنجوم عالميين، مخرج مسرحي وسينمائي وممثل، أخرج سنة 1977 أول فيلم قصير له فحاز على عدة جوائز عالمية”، مبرزة أنه “ابن بار للكلمات والصور، عشقه للسينما كبير بقدر عشقه لحبه الأول المسرح الذي ظل وفيا له طيلة محطاته المهنية”.
وتسلم فوزي بنسعيدي درع تكريم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش من طرف مجموعة من أصدقائه الفنانين الذين تقاسموا معه أعمالًا سابقة، وذلك في حفل بهيج وجو حميمي احتضنته قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات في المدينة الحمراء، تحت تصفيقات حارّة من جمهور المهرجان والنجوم الحاضرين بكثرة، من بينهم الفرنسي ميتر جيمس، السعدية أيكون، رفيق بوبكر، منصور بدري، البشير عبدو، نزهة الركراكي، محسن ناشط، سعيد باي، وآخرون.
وعبر فوزي بنسعيدي في ليلة تكريمه عن شكره الكبير للملك محمد السادس على دعمه القوي للسينما بشكل عام، والسينما المغربية بشكل خاص، وللأمير مولاي رشيد ومؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إضافة إلى كل الممثلين الرائعين، وفريقه التقني وجنود الخفاء على دعمهم ووفائهم له، قائلا إنهم يعدون جزءا لا يتجزأ منه.
كما استغل الفرصة لتقديم عبارات الشكر والامتنان لأولاده ورفيقة دربه على استجوابه في لحظات تحضيره للأفلام، ولعائلته التي رحبت بفكرة دخوله عالم الفن في وقت كان فيه ذلك صعبا، مهديا تكريم الليلة إلى والدته.
من جهته، قال الممثل المغربي ربيع بنجيهل، على هامش تكريم بنسعيدي، إن الأمر يتعلق بـ”لحظة خالدة من لحظات البوح والاعتراف في حق إنسان وفنان عاش ويعيش كل الحرية والاستقلالية في سبيل الفن، تقاسمنا عشق المسرح والسينما، ويشهد الجميع بلسان صريح صادق وقلب محب للفن بإنسانيته الفريدة المتفردة ونظرته التي ميزت مساره الفني الحافل عمليا وإنسانيا، مسار رسمه بجدارة واستحقاق كممثل ومخرج وسيناريست ذكي، مرسخا اسمه من ذهب مع الكبار”.
وأضاف بنجيهل أن “التاريخ شاهد على أن فوزي بنسعيدي إنسان عظيم وفنان كبير ومتواضع، مبدع سينمائي تمرد على قوالب السينما وغمر عالم الفن السابع بجرأة فوهب حياته للسينما بإبداع استثنائي قلب الموازين لتمجيد القيم النبيلة بطريقته، مما جعله قنطرة بين جيل الرواد والشباب، ممثلا بذلك أحسن تمثيل المملكة المغربية في المحافل الدولية وحاملا العلم الوطني في يد عاليا والسينما في يده الأخرى”.
وتابع المتحدث ذاته بأن “أرض مكناس وهبت فنانا نابغة شكل قيمة مضافة للفن السابع المغربي، رسالته رسالة حب وإبداع وحرية”، معربا عن شكره الكبير لبنسعيدي على “اللحظات التي جمعتنا في المسرح والسينما وورشات البحث والتكوين كأستاذ، وفي العوالم والشخصيات التي خلق، والطاقة الايجابية التي يمنحها في كل الأوقات، والابتسامة التي لا تفارق محياه، وعلى قلبه المفتوح دائما بإبداعه وحسه المرهف”.
جدير بالذكر أن فوزي بنسعيدي استطاع أن يوقع على مسار مهني حافل، سواء خلف الكاميرا أو أمامها، فهو مؤلف رائد في السينما المغربية، وأحد أبرز ممثليها على الصعيد العالمي، سجلت أفلامه حضورا دائما في أكبر المهرجانات العالمية، من كان إلى برلين، مرورا بتورونتو والبندقية، ومبدع متميز في فن السخرية الشاعرية، ينجز بثبات كبير وثقة عالية عملا رائعا ميزه التفرد والعمق الإنساني.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News